لا توجد سفارة لإسرائيل في تونس. الجمهورية التونسية لا تعترف بإسرائيل كدولة، بل هو كيان محتل لجزء من أراضي فلسطين التاريخية.
كما تشدد دولة تونس على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضهم من النهر إلى البحر (من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط).
التطبيع خيانة عظمى في تونس
إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل (الكيان المحتل) يعتبر خيانة عظمى في تونس، وهو موقف موحد بين الدولة التونسية و الشعب.
في حملة قيس سعيد الإنتخابية سنة 2019 إثر توليه للحكم في تونس لأول مرة كانت أهم أولوياته دعم القضية الفلسطينية و تجريم كل ما يفعله الكيان المحتل.
في كل فرصة يشدد الرئيس التونسي قيس سعيد على أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يعتبر خيانة عظمى. وصرح في العديد من المرات أن كل من يضع يده في يد إسرائيل، يعتبر خائن أمام القانون.
دور الشارع التونسي في ثبات موقف تونس من التطبيع
تونس من الدول التي لديها وعي بما يحدث في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، و كل العالم. حيث أن الشعب ضد تطبيع العلاقات مع إسرائيل و هو مستعد لإسقاط أي نظام يحاول المشي في هذه الخطوات حتى و لو تحت الطاولة.
فعبر تاريخ تونس الحديث كان الموقف واحد و ثابت بخصوص عدم تطبيع العلاقات مع الكيان المحتل.
رغم وجود حرية التعبير في تونس و لكل شخص الحق في التعبير عن أفكاره، لكن هناك خطين لا يسمح بتجاوزهما. وهما تطبيع العلاقات مع إسرائيل و المثلية الجنسية. فكل الشعب التونسي متفق على هذه المواضيع و لا يوجد إختلافات.
هذا النهج تتبعه سياسة الدولة و الشعب ووسائل الإعلام العمومية و الخاصة.
الضغوطات الخارجية على تونس لتطبيع العلاقات
يرى البعض تونس في ظاهرها دولة منفتحة بها حرية تعبير و إنفتاح على الفكر العالمي، لكن الشعب في باطنه محافظ بشكل كبير جدا، حيث أنه ينتفض و يخرج للشارع بخصوص أي قضية تمس من الإسلام و المسلمين و خصوصا القضية الفلسطينية.
تتلقى تونس ضغوطات قوية من الخارج لتطبيع العلاقات، و كانت هذه الضغوطات في شكل إقتصادي أو سياسي. هذا ما يفسر تقليل الدولة التونسية إعتمادها على شركائها الأوربيين و البدأ في التحول بشكل تدريجي تحو معسكر الشرق روسيا و الصين.
عداوة تونس وإسرائيل تاريخيا
يوم 1 أكتوبر من سنة 1985، قصفت إسرائيل منطقة حمام الشط التابعة لولاية بن عروس، تونس.
كان الهدف من هذه العملية الإرهاية التي قام بها الطيران الإسرائيلي ضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، المعترف بها من الأمم المتحدة و جامعة الدول العربية.
أدت هذه العمليات الإرهابية الصهيونية إلى وقوع مئات الجرحى و68 قتيلا من الجانب الفلسطيني و التونسي.
كان غرض هذا الهجوم إستهداف قيادات من حركة فتح و منظمة التحرير الفلسطينية على رأسهم ياسر عرفات.
تم رفع الملف للأمم المتحدة و هدد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة سفير أمريكا بقطع العلاقات الدييلوماسية في حال إستعملت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو ضد قرار إدانة هجوم إسرائيل على حمام الشط.
ولأول مرة في التاريخ تراجعت أمريكا عن إستخدام حق الفيتو لصالح إسرائيل.
و من أبرز القرارات كانت إدانة إسرائيل و توبيخها عن تصرفاتها الصبيانية. وأحقية تونس في الحصول على تعويضات مناسبة عن الخسائر جراء الهجوم الإرهابي الذي كان الكيان المحتل مسؤول عنه.